كبرتُ يا أمي بعيدا عن عينيكِ .. هناك في غربةٍ أصبحت وطني .. وأصبحتُ لقيطها ! .. كبرتُ يا أمي وخذلني جسدي .. ليقيدني في حدوده .. وتحلق روحي شغفاً بالحرية !

الأحد، 12 فبراير 2012

مقال جريدة - عرب قطر


منذ صغري وصفوفي الأولى , درستُ أنني عربية وأصولي تعود إلى الكنعانيين الذين قدموا من شبه الجزيرة العربية إلى بلاد الشام. إذن فأنا عربية وجذوري تضرب في الأرض عروبة وعوامل التعرية والتجوية من تغيير المظهر والملبس وأسلوب الحياة, لن تفلح في نفي هذه الصفة الأصيلة عنا.

عندما أذهب إلى الدوائر الحكومية لإنجاز معاملة, أرى صفّين صف للأجانب وقد ازدحم بالعمالة الآسيوية وصف للقطريين, فأحتار في أمري  وأجد قلبي يميل إلى الصف القطري العربي المسلم الذي عشتُ بينه 25  عاما,  لكن الموظفة تصرّ على أنني أنتمي إلى الصف الآخر ! أتكلم معها بالعربية وأحاول أن أخبرها بأن معلمتي الاجتماعيات التي درّستني تاريخ عروبتي هي قطرية وربما تكون والدتك, لكن بلا فائدة, أجر قدماي وأضطر إلى الوقوف مع الأجانب حزينة.

كلمة أجنبي في اللغة تعني (البعيد منك في القرابة) أو الغريب، كما في لسان العرب، لكن في معناها المتداول هي تطلق على الغيرعربي, كعربية أراها كلمة جارحة  في حقي فعلى الرغم من أن الرسول عليه الصلاة والسلام  قال:" لا فضل لعربي على أعجمي ولا ‏ ‏لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى",  لكن صفة العروبة هي صفة جميلة نفتخر بها لأن رسولنا عربي وقرآننا عربي, وإسقاطها عنا مؤلم,  خصوصا عندما ينتقل تداولها من الدوائر الرسمية إلى المجتمع ! لتجد بعض الجاهلين في المجتمع يينادوننا بقولهم " أنتم الأجانب!".

لا لسنا أجانب, نحن عرب وجدنا في قطر وطناً آمنا ووجدنا في شعبها أهلاً عوضونا عن غربة أوطاننا,  فإذا كانت الكلمة الطيبة صدقة, ألا يوجد في لغتنا العربية الثرية االبليغة كلمة أرقى؟ ألم يئن الأوان لتغيير هذه الكلمة؟




 هذا المقال تم نشره في جريدة الشرق القطرية - صفحة رأي عام 32
http://alsharq.ndpcdn.com/pdfs/files/AL_SHARQ_20120207.pdf

4 التعليقات:

حنان لافي يقول...

من أجمل التعليقات التي وصلتني ..


Well said Hanan

I always try to state the importance on focusing on people, who grew among us. they have huge loyalty and are aware of our culture

I like this article it has meaningful words, well structured and deliver its purpose

Regards,
Mohammed Al-Kaabi


حنونة! مقالج في الصميم! احنا عرب لحد العروبة لكن وقت الصج يطلع المستخبي! صاير يضايقني هاي الشي في البلد! والله العظيم كان معاي بنات عرب اين اخلاقهم وعلمهم لا يعلى عليه لو يتم توظيفهم مثل الخريجين القطريين جان فدناهم واستفدنا منهم

هند الكبيسي

حنان لافي يقول...

تعليقات الفيسبوك .. :)

Hala Mousa
فديتك أنااااا .... المقال اللي بالشرق بجنن وأجى على الوجع.... مبدعه زي دايما :))


Isra' El Qasem
رائـعة يا حنان, وكتابتك راقية وواضحة ومختصرة وبتوصّل الفكرة
ما شاء الله عليكي الله لا يحرمنا منك

Inas Al Tamimi
صح لسانك يا حنان قرأت المقال في الجريده !! المقال رائع وواقعي وبصير معنا كل يوم

Hanen Alrowashdeh .
كل الاحتـرام والله ، كلماتك رائعة حنـان ، كتبتِ بموضوع مهم لكن بطريقة مميّـزة وجذّابة .. واخترتِ نقطة حساسة بس عرضتيها بشكل متميّـز ،
حبيـت المقالة جداً ، تحياتي =) ♥

Baraa Nafi
رائعة يااحلى اخت بالعالم كله اسلوبك بجنن بالكتابه الله يوفقك

Osama Alagha أحسنت يا أستاذة حنان

Mohammad Jaradat ماشاء الله يا حنان .... اخترت فأبدعت

انشراح الأبطح:
الله عليك ياحنان بكيتيني والله لئنو هادا الكلام كنت اليوم عمبحكي بالشغل لئنو اتعبنا احنا مواليد هالبلد درسنا واشتغلنا واتجوزنا وهلأ عمنربي ولادنا هون والله ابني بيحكيلي انا قطري ماما صح .....وكل ما اسمع اني اجنبية بموت الله يعطيكي الف عافيه وشجعتيني انشر كتاباتي وشكلو مقالك رح يخلئ اول خطوة للثورة.......

عبدالعزيز دلول يقول...

تلامس العقل والروح والقلب .. عميقة بعمق

شكراً لقلمك

إبراهيم لافي يقول...

صدقت وأبدعت ،جميل جدا
يلامس الواقع

إرسال تعليق