كبرتُ يا أمي بعيدا عن عينيكِ .. هناك في غربةٍ أصبحت وطني .. وأصبحتُ لقيطها ! .. كبرتُ يا أمي وخذلني جسدي .. ليقيدني في حدوده .. وتحلق روحي شغفاً بالحرية !

الأحد، 6 مايو 2012

طعمونا حريّة !


لا أدري إن كنت أنا التي تمردت على نفسي أم العكس لكن ما أعلمه هو أننا اتفقنا ضمنيا  على الاضراب عن الكتابة .. جاء هذا القرار عندما وجدت نفسي وقد  امتلأت بالغضب والأسى والاشمئزاز من كل ما يحدث فعزفتُ عن الكتابة لكي لا أكون بوقاً آخر ينعق بأخبار الموت والدمار .. ولكي لا يكون قلمي سوطاً آخر على أناس لا ذنب لهم إلا أنهم خلقوا عربا ! .. عند كل كارثة تلحق ببلادنا العربية  (وما أكثرها), تجد الجميع  يستنكر ويقول "وين العرب؟ .. وين المسلمين؟" وتصدح أمل عرفة ب"وين الملايين؟" .. وأظن أننا بعد الربيع العربي عرفنا جميعا الإجابة .. فلتتوقفوا أرجوكم عن هذا السؤال الساذج.. ولتغلقوا القنوات الإخبارية ومعها أفواهكم ولتهبّوا إلى العمل ..  فلن يحقن دماء أطفال سوريا تحليلاتكم السياسية ومزايداتكم على الخائن والشريف ! ولن يوقف ذلك السفاح أو غيره شعوب ارتضت لنفسها  الذل والخنوع فقط لكي تعيش حياة مريحة متمدنة عصرية (خالية من القيم طبعا إلا من رحم ربي)..


نعود إلى إضرابي الذي أوقفه إضرابٌ أرقى  وأشرف وأسمى .. لم أستطع المقاومة ومواصلة  سكوتي واضرابي أمام هذا الجمال .. شعرتُ بجميع حروفي تنبض حباً وإجلالاً لكل أسير مضرب عن الطعام .. يموت جوعا من أجل مبدأ .. قضية .. قناعة .. إيمان .. يااااه كم رفعتم مقاييس الرجولة! .. سنوات طويلة مظلمة من الاعتقال المجحف توَجتموها بمعركة الأمعاء لتقولوا للمحتل ما زلنا نستطيع جهادك وقهرك .. حتى لو كان سلاحنا تجويع أنفسنا حتى الموت! .. لم أعرف أنبل وأصدق من هذا الجهاد في حياتي .. أدعوا الله أن  ينصركم ويثبتكم ويصبّر أهاليكم .. ويجمعنا بكم على أرض الحرية .. فلسطين ..