في الشهر الماضي كنت محظوظة بحضور دورة بعنوان "التفكير الابتكاري" للأستاذ صلاح اليافعي، كان الحضور مكونا من 40 فتاة معظمهن مدرّسات، تخلل الدورة العديد من الأنشطة الجماعية والنقاشات وعرض لأفكار ومشاريع مبتكرة. أثار دهشتي وإعجابي درجة الوعي والاحترافية في العرض والإلقاء والنقاش لهؤلاء المدرّسات. كنّ يعرضنّ بعض تجاربهنّ المبتكرة في التربية والتوجيه ويتحدثنّ بثقة المجرّب المثقف وبأسلوب مقنع وجميل.
في مشاهدة أخرى وبحكم انتظامي على العلاج الطبيعي لسنوات، التقيتُ العديد من الملائكة الصغار ممن اختارهم الله وابتلاهم ببعض المشاكل في الحركة، لن أتحدث عن درجة ذكاء هؤلاء الأطفال ونباهتهم على الرغم من وضوحها، ولكن سأتحدث هنا عن أمهاتهم الصابرات المحتسبات، قويات الإرادة والعزيمة، فهؤلاء الأمهات كنّ يرافقن أبناءهنّ في جميع الجلسات ودائما كنّ حريصات على أناقتهنّ وأناقة أبنائهن، وكم كنتُ أستمتع وأُعجب بنقاشاتهنّ ومعرفتهنّ الواسعة بأمراض أبنائهنّ وجديد ما وصل إليه العلم من علاجات وأجهزة وتأثير العوامل المختلفة على تعليم أبنائهنّ ونفسيتهم.
هذه المشاهدات المضيئة لأمهات ومعلمات متميزات جعلتني أفكر وأتأمل بمدى انتشار وتأثير هذه الأمثلة المشرقة على بقية المجتمع، وكم تمنيتُ أن تكون هذه هي الصورة الغالبة لنساء الوطن.. من هنا أدعو جميع المعلمات والأمهات إلى مشاركة المجتمع بتجاربهنّ الفعّالة والظهور بشكل أكبر في جميع المجالات التي من شأنها إعطاء الصورة الصحيحة للمرأة القطرية، وذلك ممكن ومتاح بسهولة عن طريق الشبكات الاجتماعية مثلاُ، التي لها دور كبير وفعّال في ايصال الأفكار بشكل واسع وسريع.
ما أريد قوله وأتمناه هو أن تسمحي لذلك النور الذي ملأ قلبك وعقلك بأن يعم وينتشر ليصل إلى بقية العقول والقلوب التوّاقة بصدق لتلقيه.
هذا المقال تم نشره في جريدة الشرق القطرية - صفحة رأي عام 32
http://alsharq.ndpcdn.com/pdfs/files/AL_SHARQ_20120223.pdf
http://alsharq.ndpcdn.com/pdfs/files/AL_SHARQ_20120223.pdf