كبرتُ يا أمي بعيدا عن عينيكِ .. هناك في غربةٍ أصبحت وطني .. وأصبحتُ لقيطها ! .. كبرتُ يا أمي وخذلني جسدي .. ليقيدني في حدوده .. وتحلق روحي شغفاً بالحرية !

الثلاثاء، 17 فبراير 2015

جنة ونار .. لماذا؟ ( تُقرأ بأقل من دقيقة)

كثيرا ما تساءلت، لماذا أعدّ الله لنا الجنة والنار، جنة عرضها السماوات والأرض، ونار عمقها سبعين خريفاً ! هل فعلاً تستحق حياتنا وأفعالنا هذا الثواب أو العقاب العظيم؟ .. وكلما تفكرت أكثر في أحوال البشرية جاءتني الإجابات تباعاً، من السهل جدا أن تميّز الظلمة والسفّاحين وفسادهم العظيم خصوصاً في أيامنا هذه، وهناك أيضا بعض الأخيار الصالحين الذين يمشون في الأرض كالغيث، لكن ماذا عني أنا وأنت؟ ماذا فعلنا لنستحق جنة مشرقة أو نار محرقة؟ وماذا يجب أن نفعل؟ الجواب بسيط لكنّ تطبيقه ليس بالأمر السهل أبداً.
عندما تكون حياتنا مستقرة هادئة كما نريد، نكون طيبين ولبقين في تعاملنا مع الآخر، شاكرين لله على فضله، لكن عندما تزلزل حياتنا المصائب والابتلاءات، هنا يظهر معدننا الحقيقي، سواء في تعاملنا مع الناس أو مع الله، لذلك جعل الله حياتنا مليئة بالبتلاءات " ليمحّص الله الذين آمنوا "، هو لم يطلب منا شيئا غير عبادته (الشعائرية والعملية) وأعاننا على ذلك بالقرآن والسنة وأعطانا العقل والإرادة وسخّر لنا الكون كله، لكنه في المقابل خلق فينا الشهوة وابتلانا بالوسواس الخنّاس والذي لا يستطيع أن يضرنا إلا بإرادتنا.
إذن نحن في اختبار عظيم ليس بالسهل أبداً ولذلك جعل نتيجته وجزاؤه أيضاً عظيمين.

ملاحظة مهمة: أن تكون في ابتلاء عظيم لا يعني أن تكون تعيساً كارهاً لمن حولك، حاول أن تكون على مراد الله وأن تبقي الأمل بالفرج مشتعلاً في قلبك.